Description
ما زلت لا اجرؤ على رفع صوت التلفاز بسبب هذا الصمت، وبسبب ردّ فعل محال: فقد جاءتني فكرة مباغتة في ألا أمسّ جهاز التحكم ولا أي شيء آخر لئلا أترك آثاراً من بصماتي في أي مكان، في حين كنت خلفتها في كل مكان، وفوق ذلك لن يبحث عنها أحد. موت أحد بينما يظل الآخر حيّاً يجعل هذا الأخير يحس بأنه مجرم للحظة واحدة، لكن ليس هذا فحسب: لأنّ بقائي ومارتا ميتة في ذلك المكان أصبح فجأة غير مسوّغ، أو مسوّغاً قليلاً جداً، حتى لو عمدنا إلى الكذب، فأنا هنا غير معروف تقريباً، والآن نعم، أحسست بأن الوقت فجر في المخدع الذي ربما صار غير مخدعها لأنها صارت غير موجودة، وإنما هو مخدع زوجها فقط، وفي بيت دُعيت إلى دخوله بالضرورة أثناء غياب هذا الزوج. لكن، من عساه يثبت الآن أني دُعيت إليه، فليس لديّ من يشهد لي على ذلك. نهضت بقفزة واحدة، وهبّت عليّ حينئذ رياح العجلة، عجلة ذهنية أكثر مما هي فيزيقية، لم تكن كبيرة حتى توجب صنع الأشياء التي قد أكون فكرت فيها، كأن أشغل ما كان قد خُمد كل الليل جراء الخمر والترقب والقبلات والحياء والسهد والذهول والذعر، ولا أدري إن كانت بهذا الترتيب، والآن جرّاء الألم أيضاً.