Description
يعتبر هايدن وايت أهم منظر للتاريخ على مدى نصف القرن الأخير. وفي كتاب "ما بعد التاريخ" الذي صدر لأول مرة عام 1973، والذي يعتبر أعظم أعماله، يرى وايت أنَّ ثمّة محتوى بنيويًا يكمن وراء المستوى السطحيّ الذي تبديه النصوص التاريخية. وهذا المحتوى الشعري والألسني الذي يدعوه وايت "العنصر الميتا تاريخي"؛ يعمل في الأساس كإطار مفهومي لما يجب أن يكون عليه التفسير التاريخي اللائق. وبهذا يقدم وايت نظرية لا عن الماضي، بل عن الرواية المكتوبة عن أحداث الماضي. يستكشف وايت حالة هذه الروايات ويبيّن كيفية عملها كأبنية لغوية وبلاغية. ويهتم بكيفية خلق الكتّاب لمعايير تحدد ما يمكن اعتباره واقعيًّا ليمنحوا قصصهم سلطة مرجعية. ترمي دراسة وايت إلى تقويض هذه السلطة من أجل الكشف عن الاختيارات الأخلاقية والجمالية التي تدفع المؤرخين إلى تبني صورة معينة عن صور بلاغة الواقعية.