Description
"كان الخوف يستحوذ عليه بعد ما جرى أمام "راديو رواندا"، وارتأى أن العودة إلى منزله كانت أسلم الحلول، فقد كانت قوات الشرطة والحرس الرئاسي منتشرين في جميع الأنحاء بسياراتهم ذات الأضواء الساطعة والصفارات المدوية، كما لو كانت المدينة في حالة حصار. اضطررت للمشي لثلاثة كيلومترات على قدمي للعودة إلى منزلي في نیاکاباندا... كانت مجموعات الشباب قد عكفت على إغلاق الشوارع الكبرى، ومداخل الأحياء بجذوع الأشجار والإطارات والأحجار الكبيرة وهياكل السيارات القديمة، وكنا نرى أيضا حواجز أكثر تقليدية مصنوعة من سياج حديدي، كانوا يقومون بهذا الأمر بجدية واهتمام شديدين، ودون جلبة، على أضواء الكشافات، وكانوا أحيانًا يتجادلون فيما بينهم بصوت عال، حول أماكن وضع الحواجز، ولكن سرعان ما كان يأتي قائدهم على الفور ليحسم الأمر وكان الجميع يستأنف العمل.