Description
نقدم لكم مصدرا علميا حديثا نزعم أنه الأول من نوعه في العالم، وفي البيئة العربية بالطبع. مرجع يرضي كافة الأطراف، حيث يفيد من المنظور السلبي الذي يهتم به علم النفس الإكلينيكي، والمنظور الإيجابي الذي يهتم به علم النفس الإيجابي، هذان المنظوران اللذان تطورا بشكل مستقل عن بعضهما البعض، ليعطينا مزيجًا أكثر توازنًا يجمع بينهما، ليس فقط في المجال البحثي، بل في الممارسة العملية أيضًا. ركز علم النفس الإكلينيكي منذ بداياته بشكل أساسي على أشكال الأداء السلبي والسلوكيات المرضية، مما يجعل هذا المجال يحمل بعضا من الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية ويحملها المرضى أيضًا. كما نجد على الجانب الآخر أن بعض المرضى يكون كل هدفهم من العلاج النفسي هو أن يصبحوا أكثر ارتياحًا وتفاؤلا بدلاً من أن يكونوا أقل تشاؤمًا وحزنًا. في الوقت الذي غفل فيه بعض الاختصاصيين النفسيين الإيجابيين عن فكرة أن السمات أو المتغيرات النفسية تقع على متصل يتراوح ما بين المرتفع والمنخفض، وهو نفس الفخ الذي وقع فيه الاختصاصيون النفسيون الإكلينيكيون، ولكن من المنظور المعاكس. ما بين المنظورين يمكن أن تصيبك الدهشة وأنت تطالع هذا المصنف الذي يبلغ عدد فصوله ثلاثين فصلًا، حين يتجلى البناء في المنظور السلبي بينما يتجلى الهدم في المنظور الإيجابي! وذلك وفقا للسياق والبيئة المحيطة بالفرد. على سبيل المثال التعاطف مع شخص يمارس الإساءة (التعاطف هنا ضار)، أو أن يشعر شخص لديه حنين بمشاعر جيدة وسيئة في نفس اللحظة (إدراك أن الماضي ضائع بشكل لا رجعة فيه، أو أن يجعلك تتحسر على الحاضر، فالحنين هنا ضار)، والتشاؤم الدفاعي قد يكون جيدًا وإيجابيًا أكثر من التفاؤل المفرط أو الاستراتيجي، مثل أخذ احترازات وقائية في حال الشعور بأعراض جسدية معينة، بهدف منع تلك المشكلات من أن تعيق التقدم والتوافق النفسي للفرد (هنا يكون التشاؤم مفيدا والتفاؤل ضارا). وأخيرًا وليس آخرًا نتوقع أن يُحدث هذا المصنف، أو دعنا نقول مجال علم النفس الإيجابي الإكلينيكي بشكل عام، ضجة ثقافية وثورة نظرية وعملية في مجال التقييم والعلاج النفسي. ولعلنا نجد نتيجة له في القريب العاجل تتمثل في ظهور مساحة تفاهم وعمل مشتركين بين علم النفس الإكلينيكي وعلم النفس الإيجابي، وهو أسمى هدف نتمنى الوصول إليه.