مارتن لوثر كينج

مارتن لوثر كينج ... إنه الرجل الذي صنعه المجتمع الأمريكي وسحقه أيضًا!. تم اغتيال كينج وهو لم يتعد التاسعة والثلاثين من عمره بعد أن صار شخصية تاريخية ورمزًا أمريكيًا عظيمًا لا يمكن إنكاره أو تناسيه؛ وبالرغم من كل الأحداث الضخام والتغيرات الجسيمة التي وقعت منذ ذلك الحين، وبالرغم أيضًا مما تشتهر به الشخصية الأمريكية من النزوع الدائم نحو نسيان الماضي والانغماس حتى الأذنين في الواقع المعاش، إلا أن ذكرى كينج لم يواريها النسيان لحظة واحدة، ولم يخفت ذكره أو يبهت أثره في الوجدان، فقد ظل اسمه يتردد بقوة مخترقًا كل الحدود الزمنية والمكانية أيضًا، فلم تنحصر سيرته في أرضه وبين مواطنيه، بل انطلقت لتعبر الحدود وتجوب الآفاق، حتى صار اسم هذا الرجل علماَ إنسانيًا وليس أمريكيًا فقط؛ واستطاع مارتن لوثر كينج أن يحتل مكانة بارزة ومشرفة في تاريخ بلاده وتاريخ حركات التحرر في القرن العشرين