من النادر أن تجتمع الجزالة الأدبية مع الفلسفة، لذا نحن أمام كتاب شديد التميز، كتاب في الفلسفة لكن مقاربته تكاد تكون شعرية. ولِمَ لا؟! وقد كتبه ألدوس هكسلي، أحد أهم أدباء القرن العشرين وصاحب الرؤى النافذة التي تنطق بها سطور رواياته وإبداعاته وأعماله الفكرية أيضا. ولِمَ لا؟ وموضوع الكتاب هو الفلسفة الخالدة، الأصل الواحد والمحرك الأول الذي جاء منه كل وجود، يحاول هذا الموضوع أن يصف في كثير من الأحيان خبرة، يكاد يكون من المستحيل نقلها، لذا على العبارة أن تلجأ إلى المجاز وأن تبذل قصارى جهدها كي تتزين وتتجمل وترقى وتسمو.