Description
لم أتبين أبدا سر العبق الذي يغلف النسمة التي تأتي حينما يهَل عليّ. هل كان يدهن له أبوه شعره الأملس بالعنبرية حين كنا صغارًا، أم لأننا لم نتلاقَ حين كبرنا إلا وكان ثالثنا مسجد أو ضريح تُشعل حوله أعواد البخور، فإن لمحنا أي من الجيران، ملست على وجهي بكفي وغادرت في الحال، وكأنني جئت لأقرأ الفاتحة لصاحب الضريح. أما هو فيُخرِجُ أوراقه الشفافة البيضاء ويزعم أنه ينقل الآيات المكتوبة بخط الثلث أو النسخ على جدار المسجد، ثم يبيعها لأحد النحاسين، ليحفرها فوق تحفته الفنية.