Description
"بانتاليون والزائرات" رواية تدور أحداثها في الثكنات والقطعات العسكرية، وتحفل بمفردات وعبارات وشعارات مستلة من القاموس العسكري. أما مسرح الأحداث، والشخصيات، لا يبدو فيها أي معارك أو حروب، ولا طائرات ولا مدافع، والعتاد في المخازن، ولا يسمع أي أزيز للرصاص.
في بلدة "إيكتيوس" البيروقية، الواقعة في منطقة الأمازون "الكل في مكانه". هذا الواقع الرتيب دفع الجنود إلى تصرفات لا أخلاقية وهي التحرش بنساء الفلاحين وبناتهم ويتحول التحرش، في كثير من الأحيان إلى اغتصاب. القيادة العسكرية التي تتلقى شكاوى مستمرة، تقف عاجزة عن ضبط هذا السلوك الغريزي الجمعي "تقول الأبناء جنود الجيش في منطقة الأدغال يغتصبون النساء. والمحاكم لا تجد متسعاً لمحاكمة كل أولئك الأنذال، منطقة الأمازون بأسرها تضج هائجة" تجتهد هذه القيادة، فتجد حلا وحيدا يتنافى مع التقاليد العسكرية، ويتمثل في الإنصياع لرغبات الجنود عبر تأسيس جهاز "خدمة الزائرات" ليتكفل بتوفير المتعة لهم. لكن من هو الضابط الأصلح لإدارة هذه الخدمة السرية؟ الإختيار يقع، بالطبع، على "بانتاليون" الذي يعد من "أشد ضباط الشؤون الإدارية إنضباطا، وفعالية، وتحملاً للمسؤولية". ولكن هذه المهمة لا تنسجم مع طبيعة بانتاليون فهو "ضابط بلا رذائل" ولم يجد مناصاً إلا أن يقبل المهمة وإلا تدهورت سمعة الجيش. وبالتوازي مع مهمة بانتاليون هناك تجربة أخرى من نوع مختلف، نوع آخر من الهوس هذه المرة يقف أمامه بانتاليون "هوس ديني". الأخ فرانشيسكو في هذه المنطقة يجر معه أتباعا من كل مكان ويؤسس في كل مكان فلكاً لمريديه، أما ما يفعله المؤمنون به الذين يجدون أنه قريب جدا من التدين المسيحي، ما يفعله هؤلاء هو صلب حيوانات من كل الأجناس، تقدم كقرابين في البداية ثم تتطور الطريقة إلى أن تصل إلى صلب البشر، ذلك الطفل الذي يصلبونه يغدو بالنسبة إليهم ملاكاً وقديساً ويتوزعون صورته. فنكون مع هذه الرواية أمام نوعين من الهوس "الهوس الديني" و "الهوس الجنسي" جعلهما الروائي يسيران في خطين متوازيين في الرواية، ويدوران في أماكن متقاربة، ولكن دون أي رابط بينهما في الأحداث فكل تجربة مستقلة عن الثانية، والنهاية مفتوحة على كل الإحتمالات ...
بعد تلقي الجيش البيروتي شكاوى كثيرة حول إعتداءات الجنود في مناطق الأدغال النائية على نساء الفلاحين وبناتهم، تجد القيادة العسكرية الحل في تأسيس خدمة زائرات تتكفل بتوفير المتعة للجنود. فيكلف النقيب حديث الترقية بانتاليون بانتوخا بتأسيس خدمة دعارة للقوات المسلحة. ولأن بانتوخا من أشد ضباط الشؤون الإدارية إنضباطاً وفعالية وتحملاً للمسؤولية، فإن ما يحققه يفوق كل التوقعات.