Description
المؤلف: تقي الدين المقريزي
دار الكرمة
«ثم وقع الغلاء في الدولة الأيوبية... وكان سببه توقف النِّيل عن الزيادة، وقصوره عن العادة... فتكاثر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع، فهبَّ هواءٌ أعقبه وباءٌ وفناء، وعُدم القوت حتى أكل الناس صغار بني آدم من الجوع، فكان الأب يأكل ابنه مشويًّا ومطبوخًا، والمرأة تأكل ولدها... ثم تزايد الأمر حتى صار غذاء الكثير من الناس لحوم بني آدم بحيث ألِفوه، وقلَّ منعهم منه لعدم القوت من جميع الحبوب وسائر الخضراوات وكل ما تنبته الأرض