Description
بعد "أنطونيا
لقد عكس أسلوب "كاثر" بساطتها وعمقها وتقديرها للعلاقات الإِنسانيّة القائمة على الذكريات المشتركة، كما برز ولعها بالوصف والتصوير.
ولذا، يمكن اعتبار هذه الرواية (سيرة حياة وكتاب ذكريات)، والنظر إليها، في الآن نفسه، ككتاب مصوّر يصف روعة السهول الأمريكيّة بكائناتها وطبيعتها الساحرة الّتي تجمع بين القسوة والجمال، وبين الكوميديا والمأساة، والّتي سرعان ما راحت ملامحها تتغيّر إِيذاناً بمرحلة جديدة من التطوّر والحضارة.
لقد جاءت الرواية في خمسة كتب تبدأ بحكاية "أنطونيا شميرده" وعائلتها الّتي قدمت إِلى نبراسكا، وتنتهي بحكاية "أنطونيا كوزاك" وعائلتها؛ وكأنّها تسرد سيَراً كاملةً لشخوص تقاطعت حيواتهم واختلطت مع التبدّلات العميقة في تلك البراري الشاسعة والمدن الريفيّة الّتي كانت مسرحاً لحكايات الكثير من المهاجرين شميرده" الفتاة البوهيميّة القادمة إِلى نبراسكا والسهول الكبرى المفتوحة على مصائر المهاجرين، وخصوصاً المهاجرات اللواتي منحتهنّ حيّزاً كبيراً في الرواية بأقسامها الخمسة، لتبرز حجم معاناتهِنّ وشقائهنّ الإِنسانيّ في سبيل تجميل الحياة القاسية الّتي عاشتها عائلاتهنّ. مقدّمتها، الّتي لم تفصح الكاتبة فيها عن هويّة ساردها ولا عن اسمه، سوى ما ورد على لسانه في الصفحة الأولى: (إِنّ صداقةً قديمةً تجمعني بـ "جيم بوردن"، ففي بلدة واحدةٍ نابعةٍ لنبراسكا كبرنا معاً)، اتّخذت "ويلا كاثر" من "جيم بوردن" راوياً لقصّتها الّتي تحدّثت فيها عن حياة البراري، وعن
لقد عكس أسلوب "كاثر" بساطتها وعمقها وتقديرها للعلاقات الإِنسانيّة القائمة على الذكريات المشتركة، كما برز ولعها بالوصف والتصوير.
ولذا، يمكن اعتبار هذه الرواية (سيرة حياة وكتاب ذكريات)، والنظر إليها، في الآن نفسه، ككتاب مصوّر يصف روعة السهول الأمريكيّة بكائناتها وطبيعتها الساحرة الّتي تجمع بين القسوة والجمال، وبين الكوميديا والمأساة، والّتي سرعان ما راحت ملامحها تتغيّر إِيذاناً بمرحلة جديدة من التطوّر والحضارة.
لقد جاءت الرواية في خمسة كتب تبدأ بحكاية "أنطونيا شميرده" وعائلتها الّتي قدمت إِلى نبراسكا، وتنتهي بحكاية "أنطونيا كوزاك" وعائلتها؛ وكأنّها تسرد سيَراً كاملةً لشخوص تقاطعت حيواتهم واختلطت مع التبدّلات العميقة في تلك البراري الشاسعة والمدن الريفيّة الّتي كانت مسرحاً لحكايات الكثير من المهاجرين شميرده" الفتاة البوهيميّة القادمة إِلى نبراسكا والسهول الكبرى المفتوحة على مصائر المهاجرين، وخصوصاً المهاجرات اللواتي منحتهنّ حيّزاً كبيراً في الرواية بأقسامها الخمسة، لتبرز حجم معاناتهِنّ وشقائهنّ الإِنسانيّ في سبيل تجميل الحياة القاسية الّتي عاشتها عائلاتهنّ. مقدّمتها، الّتي لم تفصح الكاتبة فيها عن هويّة ساردها ولا عن اسمه، سوى ما ورد على لسانه في الصفحة الأولى: (إِنّ صداقةً قديمةً تجمعني بـ "جيم بوردن"، ففي بلدة واحدةٍ نابعةٍ لنبراسكا كبرنا معاً)، اتّخذت "ويلا كاثر" من "جيم بوردن" راوياً لقصّتها الّتي تحدّثت فيها عن حياة البراري، وعن