Description
كان ذلك أول حبّ في حياتي، لوجهٍ لم أحفظ سواه. ضحكتها تقودني إلى فكّ التفاصيل بعضها عن بعض، واستياؤها يقودني إلى ربطها، والنوم بجانبها يمنح الليل سكينة، والنظر إلى وجهها في لحظات ما قبل النوم يفتح باباً لشمس الصباح، والمكان الذي تكون فيه يملأ قلبي بالفرح. كانت، حين تركض إلى المطبخ لإطفاء البوتوغاز، يسبقها قلبي إلى ذلك، وأثناء ارتشاف الشاي كنتُ ألمح وجهها بعينين أتركهما فوق حافة الكوب، وأحياناً تتوافق نظرتانا من فوق حافة الكوبين ونحن نتقابل على طعام الإفطار. كنتُ أرتشف عينيها، وكنتُ أهتمّ بمكان جلوسها، فإمّا أنْ أجلس بجانبها فأشعر بكثافتي، أو أنْ أجلس في الجهة المقابلة لها فأشعر بامتدادي. وحين يقرع أحد جرس باب البيت وتسبقني في فتحه لا أنظر في وجه الزائر، بل في وجهها حين تستدير، وكأنّها هي الزائرة بعد فراقٍ طويل.