البحث عن شاروخان - 40 يوما في الهند

مهدي مباركSKU: 9789777953658

Price:
Sale priceDhs. 35.00

Description

د التهمت صفحات «البحث عن شاروخان» المكتوبة بلغة ناضجة، رشيقة وعذبة.. فقد اكتشفت أنه ذهب إلى أماكن عرفتها قبل عقدين من الزمان عبر أكثر من رحلة لي في الهند التي عشقتها، واكتشفت أنه يقدم جديدًا في الاكتشاف، وتجديدًا في الرؤية، وهما أمران لا ينالهما إلا رحالة لماح ومستخلص للحكمة

لمح مهدي ما لا يمكن أن تلمحه غير عين رحيمة بالعناء البشري، فكانت الهند السرمدية أمامه رحابا «يتنافس فيه الأتباع، لكن لا أحد يخرج من أرض «الآلهة والخرافات» خائب الرجاء».

لكن العين الرحيمة ذاتها لم يمكنها أن تكون متجاهلة لنقيض ذلك مما جرته حداثة الأيام على هذا الرحاب العريق العتيق، فلمح الوثنية المستجدة، وثنية توابع رأس المال العالمي وأشباحه الذين يسوقون جحافل البشر في إدارة طواحين حداثة ما بعد الإنسانية وعبادة الآلهة الجدد التقنيين في دلهي المتخمة بالفقر والمليارديرات، من جانب، ومن جانب آخر عباد أصنام تحويل الإيمان إلى احتراب بشري يمول بتجارة الحشيش وتفخيخ أضرحة أولياء الله.

وبين هذا وذاك كان هناك من يموتون بثمار جوز الهند التي تقع على رؤوسهم من قمم نخلاتها الشواهق. ودعارة البؤس وفنادق الأرصفة، وبنات الديسكو اللائي يخبئن ملابس قصيرة يرتدينها حين يدخلن ويغيرنها حين يخرجن.
ــــــ

مهدي مبارك:

داخل «مجموعات السفر» ستجد رأيين، الأول يؤكد أن الهند أجمل بلاد الدنيا، والثاني يعترض ويلعن اليوم الذي زار فيه دلهي، ولا وَسَط بينهما، والسبب أن الثاني لم يخرج من العاصمة، والأول لم يزر العاصمة.

تنزل مدمنة المسلسلات الهندي مطار غاندي باحثة عن الساري اللامع.. والديكور الفخم.. والشعر الناعم.. وشاروخان، والرقص في عرض الشارع، والحب تحت المطر.. ثم تفاجأ بكروش عظيمة، ورجال قصار، وقبلات ممنوعة، وأطفال يتسوّلون أي شيء، وينامون على أسفلت دلهي البارد، وزحام مرهق وسيول تعطل رقصة الحياة.. وتكتشف أن الساري موضة قديمة لا ترتديه إلا بنات مصر في ليالي الحنة، وأن شاروخان هو النجم الأول في الوطن العربي فقط.. وأفلامه "جار عليها الزمن" بينما هناك سلمان خان، وعامر خان، وعمران خان وأكشي كومار وشهيد كابور ينافسونه على العرش.

لم أحب شاروخان أبدًا، أو أعجب بأفلامه كما أسرتني أفلام هندية أخرى، لكني شاهدت أغلبَها، ورحت أبحث عن الهند التي في أفلام شاروخان، وأبحث عن شاروخان في الشوارع والحواري والدكاكين الصغيرة ومحطات الانتظار.. فلم أجد أحدهما، الهند التي في أفلامه وحيٌ من خيال المؤلفين، الحياة النظيفة والرقصات التي تملأ الشوارع، وقصص الحب الآسرة التي تندفع من بين ركام القلوب المحطمة وصرخات البؤساء ودموع الشحاذين كانت حاضرة فقط في خيالي الذي رسمته الأفلام.

You may also like

Recently viewed