حبة قمح - رواية

نفوجي واثيونغوSKU: 9789933604844

Price:
Sale priceDhs. 44.10

Description

على الرغم من وقوع حوادث هذه الرواية في كينيا المعاصرة فإن جميع الشخوص من نسج الخيال. وأما المجيء على ذكر أسماء من أمثال «جومو»، «كينياتا»، و«واياكي»، فقد كان أمراً لا مندوحة عنه باعتبارها تمثل قسماً من تاريخ بلادنا ومؤسساتها. بيد أن المواقف والمشكلات حقيقية تماماً – وحقيقية إلى حد مؤلم في بعض الأحيان بالنسبة لأولئك الفلاحين الذين حاربوا البريطانيين ويرون الآن أن كل ما حاربوا من أجله قد نُحّي جانباً. نغوجي واثيونغو ها هو ذا (ميوغو) تنهشه الهواجس مستلقياً على ظهره شاخصاً ببصره إلى السقف. ثمة خصل هامدة من الحشائش والسرخس تتهدّل من سقيفة القش وتتجه كلها صوب قلبه. وها هي قطرة من الماء الصافي تتدلى فوقه مباشرة. لقد أخذت هذه القطرة تنتفخ رويداً رويداً وتزداد اتساخاً كلما زادت تشبعاً بذرات السخام. ها قد بدأت الآن بالسقوط باتجاهه. حاول أن يطبق جفنيه ولكن هيهات... جرّب أن يزيح رأسه غير أنه وجده مقيَّداً بهيكل السرير. لقد بدأت هذه القطرة تتسع شيئاً فشيئاً كلما زادت اقتراباً من عينيه فأراد أن يغطي عينيه براحتيه إلا أن يديه وقدميه، بل كل أعضائه رفضت الخضوع لمشيئته. وأخيراً استجمع ميوغو قواه وبجهد يائسٍ أخير، هبّ مستيقظاً من نومه. وها هو الآن يلتحف الدثار نهباً للمخاوف والوساوس من أن تسملَ عينيه فجأة – كما تراءى له في الحلم – قطرة من الماء البارد. لقد كان الدثار خشناً وبالياً، كما كان وبره يخزه في وجهه وفي رقبته بل ويخز في الواقع كل الأقسام العارية من جسده. وقع ميوغو في حيرة من أمره؛ أيقفز من السرير أم يبقى فيه؟. لقد كان السرير دافئاً ولمّا تشرق الشمس بعد في الوقت الذي كانت تتسلل فيه خيوط الفجر إلى الكوخ من شقوق الجدار. حاول أن يلجأ إلى لعبة كان يمارسها دائماً كلما حاصره الأرق إبان منتصف الليل أو مع تباشير الصباح الأولى. إن معظم الأشياء في حلكة الظلام الدامس أو وقت الغسق تفقد حدودها المميزة لها ويختلط الحابل بالنابل. كانت اللعبة تتألف من محاولة تمييز الأشياء المختلفة بعضها عن بعض داخل الغرفة، بيد أن ميوغو وجد هذا الصباح أنّ من العسير عليه أن يركز انتباهه، وكان يدرك أن الأمر لا يتعدى الحلم: ومع ذلك فقد لازمه الشعور بالرعدة من فكرة قطرة الماء البارد وهي تسقط في عينيه

You may also like

Recently viewed