الطيار - رواية


Price:
Sale priceDhs. 52.50

Description

قلت لها: اعتمري قبعة على رأسكِ في البرد، وإلا فستتجمّد أذناكِ. انظري، قلتُ، كم من المارة الآن يمشون من دون آذان. فقَبِلَت، نعم، نعم يقولون، ينبغي فعل ذلك، لكنها لم تعتمر. ضحكتْ على النكتة واستمرتْ في السير من دون قبعة. خطرتْ هذه الصورة في ذاكرتي، على الرغم من أنني لا أعلم عمَّن يجري الكلام هنا. أو، لنفترض، تذكرتُ فضيحة- بشعة ومرهقة. ليس من الواضح أين نشبَتْ. ومن المؤسِف أنَّ الحوار بدأ بشكل جيد، ويمكن القول، بحسن نية، ومن ثُمَّ كلمة بعد كلمة تشاجرنا. الشيء المهم هو أنّي فيما بعد استغربتُ - لماذا حدث ذلك، ومن أجل أيِّ شيء؟ لقد ذكر أحدهم أنه يحدث غالباً في المأتمية (وليمة تأبين المتوفى): لمدة ساعة ونصف الساعة يتحدث الحاضرون عن كيف كان المتوفى شخصاً صالحاً. ثم يتذكر أحد الموجودين أنَّ المرحوم، كما تبين، ليس طيباً فقط. وبعد ذلك، كما لو أنَّ أمراً جاءهم، يبدأ الكثيرون بالتعبير عن آرائهم ليُضيفوا لما قال – وشيئاً فشيئاً يتوصلون إلى استنتاج مفاده أنَّ المرحوم كان، في الواقع، سافلاً من الدرجة الأولى.أو مشهد خارق للطبيعة إلى حد بعيد: يُضرب أحدهم بقطعة من النقانق على رأسه، وإذا بهذا الشخص يتدحرج على سطح مائل ولا يستطيع أن يتوقف، ومن جرّاء هذه الدحرجة يدور رأسه... رأسي يدور. أنا مستلقٍ على سرير.أين أنا؟أسمع خطوات.جاء شخص مجهول يرتدي مريولاً أبيض. وقف، وبعد أنْ وَضعَ يده على شفتيه نظر إليَّ (في فجوة الباب ثمة رأس شخص ما). وفي المقابل ، نظرتُ إليه – وكأني لم أفتح عينَيَّ، من تحت رموشي شبه المغمَضَة. وقد لاحظ ارتعاش رموشي

You may also like

Recently viewed