Description
تتناول الرواية وجود بضعة أشخاص – من بينهم الراوي – يعملون ويحرسون في الوقت نفسه مستودعًا لحفظ البقايا البشريّة، وهو مكانٌ معزولٌ في الصّحراء على أطراف المدينة، جُمعَت فيه رفاتٌ بشريّةٌ لحروبٍ سابقة، مئاتُ البَقايا والهياكل التي خُزِّنَتْ في أكياسٍ أو صناديقَ أو بُعثِرَتْ على الأرض، ونُسِيَتْ تمامًا، فلا تُذكرُ إلّا في مناسباتٍ مُعيّنةٍ أو عبر باحثينَ عن بقايا ذَويهم. وهي بقايا فقدَتْ ملامحها تمامًا.
الرّاوي نفسه يبدو وكأنّهُ يحيا في زمنٍ أبديّ، بعيدًا عن أيّ إحساسٍ إنسانيّ، حتى تدخلَ حياتَهُ امرأة (سامية) في قصةِ حُبٍّ مُستَلبة. إن حياته في المنطقة الرّماديّة التي تُخلّفها حرائقُ حروبٍ جَحيميّة، لم تَدَع لديهِ غير رغبةٍ بسيطةٍ أو شهوَةٍ تروحُ وتجيءُ نحو سامية، شهوةٍ محاطَةٍ بظلام عميقٍ يسكنه. تحاولُ المرأةُ جذبَهُ إلى منطقةٍ تعتقدُ أنّها “الحياة” بعطاءِ الحُبّ، نفسيًّا وجسدِيًّا، بينما يحاولُ هو إيقافها. كما أن الشخصيات الأخرى تحيا في “رغباتِها” الخاصّة ومطامحها التي تُلامس وتُهَدّدُ وجود المستودَعِ نفسه.
هذه الرواية خطابٌ عن الخَراب السّاحِق.