"إذا كنتم قد فتحتم هذا الكتاب دون أن تكون لديكم فكرة عما تتوقعون منه، إنكم سوف تفاجَئون حتمًا بما ستجدون فيه من متعة.

إن كتاب (اسبح مع أسماك القرش دون أن تفترسك حيًّا) ليس مجرد تجميع للأقوال المأثورة المهترئة عديمة الفائدة المتعلقة بمدارس إدارة الأعمال؛ بل هو صندوق كنز خارج عن المألوف يضم المعلومات التي تستطيعون تطبيقها فورًا في أعمالكم التجارية وحياتكم وعلاقاتكم وفي تحقيق أهدافكم، تنتابني شخصيًّا مشاعر مختلطة لدى قولي ذلك؛ لأن جزءًا مني يريد أن يتعلم كل الناس من النظرات المعمقة والعبقرية والإبداع، وهي الصفات التي أقدِّرها في شخص هارفي ماكاي، في حين يسعى جزء آخر مني للاستئثار بهذه المعلومات.

ما المميز في هذا الكتاب؟ كل شيء فيه مميز؛ لقد جمع هارفي ماكاي بعض دروس الحياة التي لا تنسى، بالإضافة إلى حكايات سريعة هادفة ومبادئ لا يستغني عنها المبتدئون والمخضرمون على السواء، وفي أي مرحلة من حياتهم الخاصة أو العملية، وسوف تستمتعون بمقارنة دروسكم المفضلة مع الدروس المفضلة لدى الآخرين الذين قرؤوا الكتاب، سواء أكانوا زملاء في العمل أو أصدقاء أو أفرادًا من العائلة.

ما دروسي المفضلة؟ سوف تلمسون في عناوينها المجردة نكهة الحكمة الحيَّة المبنية على الحس الفطري السليم، وهي كالآتي:

ابتسم وقل (لا) إلى أن ينزف لسانك.

اجعلوا قلوبكم مصدرًا لقراراتكم وسوف ينتهي بكم الأمر مصابين بأمراض القلب، هذا أمر عرفته لسنوات طوال دون أن أتمكن من صياغته بالكلمات.

الطريقة الأفضل لتوبيخ أحدهم، بإعطائه المبادرة لتنفيذ العقاب بنفسه، سلمه القياد واسأله: (إذن ما الذي كنت ستقوله لو كنت مكاني)؟

مساعدة أبنائكم على تحقيق غير المتوقع. إنه الفصل الذي يخرج هذا الكتاب من مصاف كتب (إدارة الأعمال) ويجعله كتابًا جديرًا بإعطائه لأبنائكم في أي عمر، فهو يلامس كل جزء من أجزاء حياتهم.

قد تتساءلون لماذا يجدر بكم الإصغاء إلى هارفي ماكاي، مَن يكون هذا الرجل؟ حسنًا، إنه رجل حكيم - وإنسان ناجح خارق، لقد حقق هارفي ماكاي كل ما يمكن تحقيقه وأعطانا سجلًا من لمسات النجاح وأساليب البقاء التي تعلمها على امتداد ثلاثة عقود وأدت إلى العديد من الإنجازات.

اقرؤوا الكتاب وسوف يتحسَّن أداؤكم في كل ما تفعلونه؛ فبأسلوب ماكاي سوف تستمتعون بالحياة أكثر، وقد تتفاجؤون عندما تجدون أكثر أحلامكم غرابة تتحقق أمام أعينكم.