Description
من يقرأ رواية «أورشليم» يتأكد بما لا يدع مالا للشك أن الفن الروائى يتطور بشكل مذهل فى الخارج، ويأخذ شكلا من الجدية التى تكشف أن الأمر الكتابى يتجاوز الحدوتة لكنه فى الوقت نفسه لا ينساها، كما أن التشويق عامل أساسى للتواصل مع القارئ، لكن الاختلاف فى أن كل ذلك يتم وسط تقنيات فنية مختلفة، كما أن الرواية لها إطار «كونى» كبير من خلال أسئلتها الفلسفية، فالدكتور «ثيودور» حصل على لقب رجل العام بعد أن نشر بحثا استغرق وقتا طويلا من حياته، بحث فيه عن «العلاقة بين التاريخ والوحشية ورصد مسار الرعب قرنا بعد قرن وتوقع المستقبل الدامى للإنسان على ظهر هذه الأرض»، وذلك توصل من خلاله إلى أن العالم يحب الوحشية.
وتوقفت الرواية بحرفية عند الحالة النفسية للعالم وكشفت ما به من اضطراب، كما أنها تعاملت مع الإنسان على أساس أنه يعيش فى حركة دائرية، خاصة أن المؤلف لم يغفل دور القدر فى صناعة حياة الشخصيات، ولم ينس أيضا تأثيرات البيئة التى يعيشون فيها، لكن الأهم أنه ينبهنا للخطر المسيطر فى داخلنا، وهو رغبتنا فى ارتكاب الأفعال الوحشية بالآخرين.